تعتبر مدينة عمّان العاصمة الرسميّة للأردن، إذ تبلغ مساحتها حوالي 799.93 كيلومتراً مربّعاً، وتقع في موقع مميّز على منطقة جبليّة بين الصحراء ووادي الأردن الخصب، لذلك فهي تتمتّع بمناخ معتدل، كما تتأّلف العاصمة من عدّة ضواحي سكنيّة تتميّز بواجهاتها الحجريّة البيضاء، وشوارعها التي تصطف على جانبيها الأشجار، وتعد من المناطق التجاريّة الحديثة التي تشمل الفنادق، والمطاعم، والمقاهي، والمعارض الفنيّة، والمحلات والورش المتعددة، ومن أهمّ المناطق وأقدمها في عمّان هي منطقة وسط المدينة، التي تتميّز بعراقتها وطابعها التراثيّ التقليديّ. يعود تاريخ تأسيس المجتمعات البشريّة في مدينة عمّان إلى العصر الحجريّ، وتحديداً في منطقة عين غزال عام 7500ق.م، إذ استقرَّت فيها الحضارات القديمة وأنشأت المجتمعات الزراعيّة، وقد سكنَ عمّان العمونيون في القرن 8ق.م، فأُطلقَ عليها اسم “عمّان” نسبةً لآلهة عمون، ثمّ تلتها حضارة البطالسة عام 285ق.م، حيث كانوا يطلقون على المدينة اسم “فيلادلفيا” تيمناً بقائدهم فيلادلفيوس، وبينَ عاميّ 63-636م أصبحت عمّان جزءاً من الإمبراطوريّة الرومانيّة البيزنطيّة وضمن تحالف الديكابولس،[١٠] الذي يُعرف بأنّه رابطة يونانيّة قديمة تضمّ عشر مدن، أسسها بومبي الكبير عام 63ق.م في شرق فلسطين بعد سيطرة الرومان عليها.بعد ذلك شهدت عمّان العصر الإسلاميّ بعدَ فتح جيش يزيد بن أبي سفيان لها، فأصبحت المدينة مركزاً إداريّاً في العصر الأمويّ، وشهدت العديد من المعارك في العصر العباسيّ، حيث اتخذ العباسيون من المدينة حصناً لهم، ثمّ أصبحت مركزاً لتجميع القوات في عصر الفاطميين حتى عام 1184م، إذ بدأت المعارك بينَ صلاح الدين الأيوبيّ والصليبيين، فأصبحت عمّان جزءاً من الدولة الأيوبيّة، أما في عهد المماليك فقد تراجعت أهمية المدينة بعدما كانت مركزاً للحجّاج حتى نهاية القرن 19م، واستعادت حضورها في عصر العثمانيين بفضل بناء سكة حديد الحجاز التي كانت تمرّ فيها، وفي عام 1921م أصبحت عمّان عاصمةً لإمارة شرق الأردن بوصول الأمير عبدالله الأول بن الحسين لها بعد الثورة العربيّة الكبرى، ثمّ أصبحت عاصمةً رسميّة للملكة الأردنيّة الهاشميّة عام 1946م.